5 أشياء يجب أن تفعلها حتى لا تُلهيك الدراسة عن التعلم !
منقول
التعلم كما يقول العم جوجل هو عملية اكتساب المعرفة أو المهارات عبر الدراسة أو الخبرة أو على يد معلم أو مرشد، هذه هي عملية التعلم وما لم تكن تعيش معنا على هذا الكوكب في تلك المنطقة المكدسة بالمشاكل فستعرف حتماً أنه يوجد خلل في نظام التعليم بكل مراحله.
ظهرت نتيجة الثانوية العامة ويتطلع كل طالب إلى الالتحاق بالكلية التي يرغب فيها، أو بالأحرى التي يظن أنه يرغب فيها، وفي أغلب الأحوال الأمر متروك للتنسيق والروتين الحكومي لتحديد مصيرك حسب اجتهادك ومجموعك.
لكن كما ذكرت لك فإنه يجب أن تعرف منذ البداية أن التعليم عامةً في العالم العربي يعاني من مشاكل جمّة، لا داعي لذكرها بهذا المقال لأن هذا ليس هو سبب كتابته .. أرجو فقط أن تعدني أنك ستجرّب نظام التعليم بأول شهرين بالكلية والجامعة التي ستدخلها وأنك ستجري تقييماً للكلية والجامعة وتوفيرها لعملية تعليمية مفترض أنها ستحدد مستقبلك بعدها ..
هذه المقالة موجهة لطلاب الثانوية بشكل خاص ولطلاب الجامعة ممن لازالت أمامهم الفرصة لاستغلال ما بقي من السنوات في التعلم لا الدراسة، أنا هنا لأختصر عليك الطريق في إيجاد حلول للكوارث التي ستكتشفها بنفسك.
أضع بين يديك 5 أشياء عليك أن تفعلها في الكلية حتى لا تلهيك الدراسة الروتينية عن عملية التعلم الممتعة، والتي يجب على كل إنسان أن يحصل عليها في أجمل سنوات عمره “العشرينيات” ..
1- تعلم الإنجليزية .. لا جدال في ذلك
نصيحتي لك أن تركز في أول عامين في الجامعة أياً كان تخصصها على تعلم الإنجليزية بطلاقة، وعامان مدة كافية جداً لذلك، وكما قرأت لا جدال في ذلك، إذا كنت تريد أن تُفتح لك الفرص وتتعلم بجد فتعلّم الإنجليزية، حضّر نفسك لامتحانات التوفل أو الآيلتس من بداية الجامعة، سواء كنت تفكر في الاستمرار الأكاديمي، أو الحصول على منحة أو حتى التعلم الذاتي فإن الإنجليزية هي كلمة السر ..
وحتى لا يكون كلامي مجرد نظريات وتحفيز فقط، فالآن مواقع الإنترنت ما أكثرها، ومنشورات الخمسمئة رابط للمصادر التعليمية في الشبكات الاجتماعية تقريباً تنشر كل يوم، لكنني أنصحك بالطريقة المذكورة في هذا المقال “7 قواعد مُبتكـرة لتعلم الإنجليزية بكفـاءة أكبر“
جربتها بنفسي بعد التخرج مباشرة وبالرغم من أني انشغلت عن التدريب عليها مؤخراً إلا أني استفدت منها كثيراً، ولازال تأثيرها يجدي نفعاً معي في عملية القراءة والسمع، يقول “أيه جي هوج” -مبتكر هذه الطريقة- أنه يجب أن تلتزم بها لمدة ستة أشهر بعدها ستشعر بالفرق. تجد في مقال “أدوات ومواقع رائعة لتعلم الإنجليزية ولغات أخرى” أيضاً أهم التطبيقات والمواقع التي ستساعدك على تعلم الإنجليزية.
لا أريد أن أكررها عليك مرة أخرى .. احرص على أن تخرج من الجامعة ولغتك الإنجليزية جيدة جداً ربما أفضل من ميشيل كين (ممثل قام بدور ألفريد في فيلم Dark knight)، إذا لم يكن عامين مدة كافية لإجادتها فحدد خطتك الآن وانطلق.
2- اعتمد على نفسك .. اِجْنِ بعض المال
لا تنتظر حتى تتخرج لتبني ثروتك
، يمكنك بناؤها من الآن، وتظهر أيضاً الحاجة الملحة لذلك إذا كنت من أسرة ذات دخل متوسط أو دونها، لا أستطيع أن أشرح لك مدى فائدة العمل في هذه السن في بناء شخصيتك، قد تقول أنك لازلت صغيراً لكن أقول لك أن محمد الفاتح وأسامة بن زيد حققوا ما لم يحققه الكبار، إذا لم تعتمد على نفسك من الآن .. فستقابل مشاكل كبيرة بعد التخرج في الحصول على وظيفة أو تدبير نفسك، وصدقني إن آباءنا يملكون ما يكفيهم من الهموم، ويحتاجون من يعتمدون عليهم من الشباب المجتهد العامل.
العمل الحر عن طريق الإنترنت الآن ما أيسر الوصول إليه، أي عمل تستطيع تنفيذه على حاسوبك، يمكنك الربح منه، ربما تشكو وجود حاجز اللغة لأن أغلب المواقع أجنبية، أقول لك أنه يوجد الآن خمسات ومستقلونبش، والكثير من المواقع العربية التي يمكنك العمل عليها كمصمم أو كاتب أو مترجم أو مبرمج أو مسؤول شبكات اجتماعية، وغيرها من فرص العمل الحر التي لا تعد ولا تحصى.
باختصار شديد للدخول بالعمل الحر أمامك طريقان يتقاطعان بنقطة ما، إما أن تبدأ بما تعرفه من مهارات وتقدم به خدمات بسيطة على موقع خمسات مثلاً، أو أنه ليس لديك أي مهارة فيجب عليك بناؤها لمدة تتراوح من ستة أشهر إلى سنة، وعمل نماذج أعمال تبرز جودة ما تقدمه ..
نقطة التقاطع تظهر عندما تعتقد أنك أجدت تلك المهارة، حينها يجب عليك ألا تتوقف في شحذ مهاراتك ولا يوماً واحداً يا صديق ..
بناء المهارات هو المهم بتلك المرحلة لأنك بعدها ستعيش بهذه المهارات، هي ما سيصنع منك شخصاً مختلفاً يستطيع أن يحقق طموحه وما يريده بعمر صغير ..
3- تطوّع
الكرم، الشجاعة، العطاء، التواصل، الشعور بالغير، التعامل بحرفية، التنافس وغيرها من الأخلاق، كل هذا لن تتعلمه بأي جامعة غير جامعة التطوع، مرحلة الجامعة فترة مناسبة جداً لتكوّن مجموعة أو تنضم لأخرى في مجال التطوع، العمل الحر قد يبني مهارات الحاسوب لديك بدقة تامة، لكن مهارات التعامل مع البشر فلن تجد أفضل من التطوع لتتعلمها من خلاله ..
وعن تجربة شخصية أنا أندم الآن لأني انزويت قليلاً ولم أجرب موضوع التطوع بالجامعة، صدقني إنك ستنال من الخبرات والتجارب ما تفتخر به وتتذكره جيداً بعد تخرجك، فكما يقول جيمس ألتشر “إنك متوسط الخمسة أشخاص الذين حولك”، يعني كلما كان حولك أشخاص متميزين أخلاقهم جيدة كلما كنت جيدًا، فما بالك بصحبة من المتطوعين الذين يرجون بعملهم وجه الله عز وجل.
ليس لدي خبرة كافية لأدلك على هذا الميدان، لكن مقال “لهذه الأسباب عليك أن تبدأ بالتطوع فوراً” بالتأكيد فيه الكثير من المعلومات التي ترغب بمعرفتها، كذلك تفقد حلقة خواطر عن التطوع فليس من يرى كمن يسمع.
4- اكتشف نفسك من خلال MOOC
في مرحلة الجامعة، أنت تريد أن تحصّل معرفةً كذلك، تريد أن يكون لديك كم من المعلومات المفيدة التي قد تستخدمها في تخصص عملك أو حتى في الدراسات العليا أو في حياتك الشخصية، وكما أخبرتك أنك قد تواجه مشاكل جمّة في تحقيق هذا الهدف بمعظم الجامعات العربية، إلا أنه يمكنك أن تبدأ من الآن معرفة التخصصات المناسبة والتي ربما يظهر خيار الالتحاق بها في سنة من سنوات الكلية، كاختيار التخصص مثلاً بسنة متقدمة في كليات الهندسة.
أنت لا تستطيع الحكم على شيء لم تعرفه من قبل، لذا فالخطة هي كالتالي، كل ما عليك هو أن تكتب كل التخصصات التي تميل إليها، حتى لو كانت ليس لها علاقة بما تدرسه، ابحث قليلاً على جوجل أو منصات التعلم عن بعد الإنجليزية مثل يوديمي، كورسيرا، يوديستي، خان أكاديمي، أو العربية منها مثل رواق أو إدراكأو أكاديمية حسوب عن مقالات أو مساقات مدخلية لتلك التخصصات، احسب عدد ساعات المساق في حال المساقات، ثم حدد لنفسك خطة لدراسة تلك المساقات جميعها، أعتقد أنك إذا كنت منظماً فستنتهي من هذه المساقات خلال عامك الجامعي الأول، لتأخذ فكرة مجملة عن هذه التخصصات.
بعدها قم بتقييم شامل لتلك التخصصات وتأثير تعلمها على مستقبلك سواء أكاديمياً أو مهنياً بعد التخرج، اختبر كذلك حبك أو ميلك لنوع معين منها واختر لنفسك تخصصاً أو اثنين إذا كنت محباً للعلم. وتأتي المرحلة الثانية والأهم لتحديد خطة دراسة هذا التخصص على مدار سنوات الجامعة، ولا تتخرج حتى تحترفه وتطبق ما فيه كما يجب.
5- لا تهمل الدراسة كلياً
وحتى لا تدعو الست الوالدة علي لأني أشجعك على إهمال الجانب الجامعي، فهذه هي النصيحة الخامسة، لا تهمل الدراسة كاملةً بالجامعة، ركز في المحاضرة واجتهد لكن لا تجتهد فوق طاقتك لأنه ربما –في أكثر الأحوال- العيب في النظام التعليمي لا بك. لكن ذاك ليس معناه أن تتجاهل العملية التعليمية فيوجد فرق بين العملية والنظام.
وحتى يتيسر عليك الأمر بالكلية فهذه طريقة أظن أنها نجحت مع معظم زملائي بالجامعة قديماً، كل ما تحتاجه في الكلية لتنجح بها هو أن تعرف نظام دكتور كل مادة وأسلوبه في الشرح والامتحانات، إذا استطعت أن تقوم بعملية هاكنج Hacking لهذا النظام فأعدك أنك ستحصل على أعلى التقادير وبأقل مجهود، وستوفر مجهودك الآخر لتستمتع بحياتك في التعلم والتطوع وجني بعض المال ودراسة ما تحب من خلال الأربع نصائح السابقة.
حسناً قضيت الأربع أو الخمس سنوات بالجامعة، أنت الآن لديك اللغة والتي تعتبر خطوة مهمة إذا كنت تفكر في منحة دراسية أو في الدراسات العليا، أو وظيفة تلبي طموحك، لديك مبلغ جيد ومهنة بالعمل الحر عبر الإنترنت فتستطيع أن تبدأ مشروعك الخاص أو أن تتدبر نفسك حتى تجد وظيفة تنشدها، لديك مهارات التواصل والعطاء والأخلاق الحميدة والتعامل مع المواقف الصعبة التي ستحتاجها في حياتك المهنية والشخصية، لديك كم من العلم والمعرفة وسيرة ذاتية مشرفة ..
فماذا تعتقد أنك تحتاجه من التعليم الجامعي بالإضافة لهذه الأشياء الرائعة .. لا تنس أن تخبرنا بالتعليقات
0 التعليقات:
إرسال تعليق