حقائق مثيرة عن الذكاء لم تعلم عنها سابقاً!
ربما تظن أن ما نحصل عليه من معلومات، سواء من الكتب أو المدرسة، لا يُعدّ معيارًا لقياس ذكاء الفرد، في الواقع، يسعى الكثير منا إلى إثبات ذلك أيضًا، لكن هل ذلك صحيح؟
ربما ستحصل علي إجابة السؤال من خلال ما يلي، فطبقاً لعلم النفس، الذكاء نوعان:
الذكاء السائل – Fluid Intelligence
و هو القدرة على التفكير المنطقي وحل المشكلات في الظروف التصورية بمعزل عن المعرفة المكتسبة.
الذكاء المتبلور – Crystallized Intelligence
هو حصيلة الإنجاز الفكري على مدى حياة الشخص، ويتبلور في حصيلة الشخص من المفردات والمعارف العامة وما اكتسبه من خبرات في الحياة.
إذًا فإن نوع الذكاء الذي طرحت السؤال عنه هو الذكاء المتبلور!
إن الذكاء شيء مُعقّد، ويتأثر كل يوم بما يفعله المرء، على سبيل المثال:
نشرت جريدة نيويورك تايمز مقالًا منذ عامين عما تفعله المدارس في بعض مقاطعات الولايات المتحدة الأمريكية من تعليم الطلاب الذكاء العاطفي، وهو قدرة الطلاب على التحكّم في مشاعرهم. كتعلّم كيف يُهدّئ الشخص من روعه عند حالات القلق والتوتر من قدوم الامتحان، وبالطبع كانت النتيجة هي قدرتهم أكثر على التركيز في المطالعة وحلّ الأسئلة.
حتى كل هذه التفاصيل الدقيقة تجعل من الذكاء أمرًا أصعب في فهمه واستيعابه، ولكن هناك أربعة أشياء قد لا تعرفها عن الذكاء:
ألعاب الذكاء لن تجعل منك شخصًا أذكى!
مع تزايد معدّلات الإصابة بمرض الزهايمر، قررت بعض الشركات كشركة Lumoisity أن تجد حلًا لشيخوخة الدماغ، وكانت الفكرة بسيطة: ألعاب تتضمن تذكر بعض العبارات ووضع الأشياء في مكانها، ومن ثم تنمو ذاكرتك ويزداد انتباهك، رغم أن هذا صحيح، إلا أن هناك بعض المفاهيم الخاطئة بخصوص هذه الألعاب أنها تزيد من الذكاء، وهذا ليس صحيحًا.
ففي دراستين، واحدة تمت في أكتوبر والأخرى في يناير من عام 2014، وجد الباحثون أن هذه الألعاب تفي بوعدها في جعل الذاكرة والانتباه أقوى وتزيد من قدرة الفرد على أداء أكتر من عمل في وقت واحد، ولكن عندما يأتي الأمر إلى الذكاء، أثبتت الدراستين فشل الألعاب في رفع معدّل ذكاء الفرد بعد القيام بتجارب على بعض المتطوعين.
كلما ازداد الذكاء، ازدادت الأمراض العقلية!
إذا كنت قد شاهدت فيلم “A Beautiful Mind” بطولة راسل كرو، وهو فيلم قائم على سيرة ذاتية لقصة حياة جون ناش الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، ستعلم أنه قد عانى من مأساة مرض الفصام، أيضًا الكاتب المشهور ديفيد فوستر والانس الذي عانى أكثر من 20 عامًا من الاكتئاب وانتهى أمره بالانتحار عام 2008.
إن هذا الاتجاه من الأمراض العقلية قد ساد في بعض العباقرة كإبراهام لينكولن، اسحاق نيوتن وارنست هيمنجواي، ولكن من أين أتى هذا الارتباط؟!
أُجريَت بعض الدراسات علي المورثة المسؤول عن ترميز بروتينات لها دور في قيام الكالسيوم بدوره في إرسال الإشارات للخلايا، و هو مورث يُسمّى: neuronal calcium sensor-1 NCS-1.
ووجدوا أنه مسؤول أيضًا عن الحفاظ على قوة الاتصالات العصبية بالجسم، وجدت الدراسات أن زيادة هذا المورث قد يسبب مرضي الفصام والاضطراب ثنائي القطب، وهو ما يتضح أنه كلما زاد الذكاء (قوة الاتصالات والعقد العصبية) زادت فرصة الإصابة بالأمراض العقلية.
وفي دراسة أخرى من 2005، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يؤدون اختبارت الرياضيات بشكل أفضل هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الاضطراب ثنائي القطب!
أولئك الذين ينامون في وقت متأخر، ويستيقظون في وقت متأخر.. أكثر ذكاءًا!
تحدثت دراسة بعد دراسة بعد دراسة عن مخاطر السهر، ربما بسبب ضوء الحاسوب أو التلفاز أو بسبب السهر نفسه كونه يتلاعب بالعديد من العمليات البيولوجية بالجسم، وبالتالي يتعرض الشخص أكثر لمرض السكري، والسرطان، وتزداد مشاكل الخصوبة.
لكن الأمر ليس سيئًا بالكامل على من يبقون مستيقظين حتى ساعات متأخرة، ذكرت دراسة أو اثنين أن الأشخاص الذين يسهرون ليلًا أكثر ذكاءً ممن ينامون في وقت مبكر.
وأكدت دراسة أخرى عام 2009 مبنية على فرضية الذكاء بالتفاعل أن الأشخاص الأذكياء أكثر عرضة أن يمتنعوا عن تأدية الأنشطة التي يؤديها الآخرين في وقت معين. ولأن المجتمعات تؤدي أنشطتها بالنهار، فهم أكثر عرضة للاستيقاظ ليلًا والبقاء نشيطين في هذا الوقت، وقدد حقق هذا النوع من الأشخاص نتائج مرتفعة في اختبارات لقياس الأدلة الاستقرائية (المنطق) وهو مؤشر جيّد للذكاء.
اختبارات الذكاء ليست جيدة في قياس الذكاء!!
كما قلنا في أول الموضوع.. الذكاء شيء معقد، وهناك أكثر من منطقة للذكاء، فمن غير المعقول أن يقوم اختبار ذكاء بقياس ذكاء شخص بطريقة دقيقة!
وقد دعَم هذا الكلام دراسة أجريت في كندا عام 2012 قائلةَ أن الذكاء يُقاس بذاكرة الفرد على المدى القصير، ومهاراته في التفكير، وقدرته اللفظية وهي ما لا يتم قياسها بدقة في اختبارات الذكاء.
وطبقًا للديلي ميل، يقول دكتور ادريان اوين أن هذه العوامل مستقلّة وغير مرتبطة بشخص لآخر، وأنه قد تكون عبقريًا في واحدة و سيئً جدًا في أخرى.
وفي مقابلة مع مجلة العلوم الأمريكية، يقول عالم النفس جورج شنايدر أن فعالية اختبار الذكاء تتوقف على ما يجرى اختباره، فإذا كان الاختبار عن كيفية التعلَم ستكون طريقة الاختبار ونتيجتها ضعيفة لأن طريقة التعلم تعتمد على الفرص، واختلاف الثقافات، والفرق بين العائلات، وفرق الشخصية، وعندما سؤل عن الذكاء العالمي قال: “رغم أن الشخص الحاصل على درجات منخفضة في اختبار الذكاء سيعاني في بعض المجالات.” لكن اختبار الذكاء يخطئ في تقييم كثير من الأفراد أيضًا.
على الرغم من أن العلاقة بين كل هذه العوامل وثيقة، ومتداخلة أحيانًا، لكن هذه النتائج تسلّط الضوء فقط على مدى تعقيد الدماغ البشري. وبالنظر إلى أن اختبارات الذكاء تم إنشاؤها أثناء وقت كان للذكاء فيه مفهوم مختلف عما كنا نعرفه اليوم، قد يكون الوقت قد حان للتخلّص من هذا الاختبار، واستبداله بشيء أفضل
منقول
0 التعليقات:
إرسال تعليق